وفي قول المزي: قال البخاري: قال محمد بن الليث مات سنة ست وتسعين ومائة، وقيل مات سنة ثلاث وقيل أربع ومائتين نظر إن كان أراد أن هذا كله ذكره أبو عبد الله عن ابن الليث، فليس بصحيح إنما ذكر عنه القولين الأولين فقط، كذا ذكره في تاريخيه «الكبير» و «الأوسط» فإدراج المزي سنة أربع بلفظ وقيل كما فعل في الثلاث يوهم أنهما عن غير البخاري، إذ الذهن إنما يتبادر إلى أن قول البخاري انتهى عند الست، وإن قلنا لم ينتبه عندها فيكون الجمع عائدا على البخاري وليس جيدا، والصواب الفصل بين القولين ليعرفا، فإن قال قائل: أراد الاختصار قلنا الاختصار مع هذا الإكثار وكثرة الأسفار، إنما يحسن الاختصار مع حذف التكرار في ذكر الأسانيد الغزار، وأيما رجل جمع عشرين سفرا ويأتي إلى المقاصد والمحرات يختصرها وعند الأشياء التي لا تجري يسهب فيها ويطنب حتى يمل من يقرؤها لا يحتمل له ذلك إلا من عقله هالك.
وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في «صحيحه»، وكذا ابن حبان.
وقال أبو رجاء محمد بن حمدويه في تاريخ: كان وراقا يكتب لابن المبارك وهو من ثقات أصحابه، مات سنة ثلاث ومائتين، سكن في سكة كاد، روى عنه أحمد بن حنبل، وذكره أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد السلام الأنصاري في إسناد حديث فقال: هو ثقة مشهور.
ولهم شيخ آخر يقال له:
[٢١١٨ - سلمة بن سليمان الموصلي.]
يروي عن ابن أبي راود قال أبو زكريا في «تاريخ الموصل»: روى عن الثوري، ومات سنة سبع ومائتين. – ذكرناه للتمييز.