وقد أفصحنا عن شئ من هذا في مواضع عديدة من الكتاب. وكذا استفاد منه سبط ابن العجمي في كتابه (نهاية السول في رواة الستة الأصول) وهو ما زال في حيز المخطوط.
ولا يتصور أحد أن في كتاب ابن حجر غناء عن كتاب مغلطاي فمن طالع الكتابين علم الفارق بينهما، وهو كالفارق بين الهجان والهجين، والأصيل والدهين.
ولا ينقضي عجبي كيف يظل كتاب مغلطاي حبيس دور الكتب إلى هذه الأعصار المتأخرة، في حين يطبع كتاب ابن حجر (تهذيب التهذيب) عشرات الطبعات بما يملأ أرجاء العالم الإسلامي، فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، والأعمال بالنيات.
وكذا الحال بالنسبة لكتاب (الكمال) للحافظ عبد الغني بن سعيد المقدسي الذي هو أصل الأصول، فما زال الكتاب في حيز المخطوط.
وقد كان هذا هو حال كتاب (تهذيب الكمال) للعلامة المزي إلى عهد قريب تداركته العناية الإلهية فطبع بعناية الدكتور/ بشار عواد.
وكتاب (إكمال تهذيب الكمال) مع غزارة مادته العلمية وما بذله العلامة مغلطاي من مجهودات في تجميع هذه المادة واستخراجها من بطون مئات من المراجع النادرة، والتي لم تتوافر لكثير من أهل العلم في عصره.