وقال ابن الأثير: كنى بذلك لمناضلته عن النبي صلى الله عليه وسلم وتقطيعه أعراض المشركين.
وقال أبو عمر بن عبد البر: وصفت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان والله كما قال فيه شاعره حسان:
متى يبد في الداجي البهيم جبينه يلج مثل مصباح الدجى المتوقد
فمن كان أو من ذا يكون كأحمد نظام لحق أو نكال لملحد
ولما قال قائل لعلي: اهج عنا القوم الذين يهجوننا. فقال لي: ائذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلت: فقالوا: يا رسول الله ائذن له. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عليا ليس عنده ما يراد في ذلك. ثم قال: ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟! فقال حسان: أنا لها وأخذ بطرف لسانه، فقال: والله ما يسرني به مقول بني بصرى وصنعاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تهجوهم
وأنا منهم، وكيف تهجو أبا سفيان وهو ابن عمي، فقال: والله لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين. فقال له: ائت أبا بكر فإنه أعلم بأنساب القوم منك.
فلما سمعت قريش شعر حسان قالوا: إن هذا لشعر ما غاب عنه ابن أبي قحافة
فقال حسان في أبي سفيان:
أبلغ أبا سفيان أن محمدا هو الغصن ذو الأفنان لا الواحد الرعد
وما لك فيهم مجيد مثل ما لصق القرد
إن سنام المجد في أهل هاشم بنو بنت مخزوم ووالدك العبد
ومن ولدت أبناء زهرة منهم كرام ولم يقرب عجائزك المجد
ولست كعباس ولا كابن أمه ولكن لئيم لا يقوم له زند
وإن امرأ كانت سمية أمه وسمراء مغموز إذا بلغ الجهد
وأنت هجين نيط في آل هاشم كما ينط خلف الراكب القدح الفرد