للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأبو الفتح الأزدي وقال: تفرد عنه بالرواية (كرز)، وفي «الكامل» للمبرد: قال الربيع بن زياد الحارثي: كنت عاملا لأبي موسى الأشعري على البحرين، فكتب إليه عمر بن الخطاب يأمره بالقدوم عليه هو وعماله، وأن يستخلفوا جميعا، فلما قدمنا أتيت يرفأ، فقلت: يا يرفأ، ابن سبيل ومسترشد، أي الهيئات أحب إلى أمير المؤمنين أن يرى فيها عماله؟ فأومأ إلي بالخشونة، فاتخذت خفين مطارفين، ولبست جبة صوف، ولثت عمامتي على رأسي، فدخلنا على عمر فصفنا بين يديه، فصعد فينا وصوب، فلم تأخذ عينه أحدا غيري، فدعاني فقال: من أنت؟ فقلت: الربيع بن زياد الحارثي. فقال: وما تتولى من أعمالنا؟ فقلت: البحرين. قال: كم ترتزق؟. قلت: ألفا. قال: يكثر، فما تصنع به؟. قلت: أتقوت منه شيئا، وأعود به على أقاربي لي، فما فضل منهم فعلى فقراء المسلمين. فقال: ولا بأس، كم سنك؟ قلت: خمس وأربعون سنة. قال: الآن حيث استحكمت. ثم دعا بالطعام، وأصحابي حديث عهدهم بلين العيش، وقد تجوعت له فأتى بخبز وأكسار بعبر، فجعل أصحابي يعافون ذلك، وجعلت آكل فأجيد فجعل يلحظني من بينهم، ثم سبقت مني كلمة تمنيت أني سخت في الأرض، فقلت: يا أمير المؤمنين، إن الناس يحتاجون إلى صلاحك، فلو عمدت إلى طعام ألين من هذا فزوجوني. فذكر خبرا طويلا.

وفي «ربيع الأبرار»: أصابت الربيع بن زياد الحارثي نشابة في جبهته يوم فتحت مناذر

، فكانت تنتقض عليه كل سنة، فعاده علي بن أبي طالب في داره، وهي أول دار حطب بالبصرة، فجال ببصره فقال: ما كنت ترجو بهذا كله، وما هذا البناء يا ربيع، أما لو وسعت بها على نفسك في آخرتك؟ ثم قال: ويلي أراها تزيدك من الله تعالى قربة تصل فيها القريب، وتقري بها الضيف

<<  <  ج: ص:  >  >>