سبيله حتى إذا كان بالقادسية لحقته الشيعة فسألوه الرجوع معهم، والخروج ففعل، ثم تفرقوا عنه إلا نفر فنسبوا إلى الزيدية ونسبت بمن تفرق عنه إلى الرافضة، فلما قتل قال مسلمة بن الحر بن يوسف بن الحكم:
ورامينا حجا حج من قريش ... فأمسى ذكرهم لحديث أمس
وكنا أس ملكهم قديما ... وما ملك يقوم بغير أس
ضمنا منهم ثكلا وحزنا ... ولكن لا محالة من تأس
قال الزبير: وحدثني عبد الرحمن الزهري قال: دخل زيد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف النهار في يوم حار، فرأى سعيد بن إبراهيم في جماعة من القرشيين فقال لهم أي قوم أنتم أضعف من أهل الحرة؟ قالوا: لا. قال: وأنا أشهد أن زيدا ليس شرا من هشام فما بالكم؟ فقال سعيد لأصحابه: مدة هذا قصيرة، فلم يلبث أن خرج فقتل.
وفي «تاريخ» ابن أبي عاصم: قتل سنة إحدى وعشرين ومائة، وفي كتاب الصريفيني: سنة خمس وعشرين.
وفي كتاب المنتجيلي: أدخل زيد بن علي، ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس على هشام بن عبد الملك قال: فالتفت إلينا هشام بوجه كريه. وقال لزيد: أنت الذي تدعوك نفسك إلى الخلافة وأمك أم ولد؟ فقال: يا أمير المؤمنين إن الأمهات لا يقعدن بالرجال دون بلوغ الغايات، وقد كانت أمك من أمي كأم إسماعيل من أم إسحاق صلى الله عليهما وسلم، فلم يمنعه ذلك أن ابتعثه الله نبيا، وجعله للعرب إماما، وأخرج من صلبه محمدا صلى الله عليه وسلم قال: فقال هشام: يقولون: إن أهل هذا البيت بادوا، والله ما باد قوم هذا خلفهم، ثم خرجا، فقال للحاجب: أرسل خلفهما من يسمع قولهما، قال: فالتفت زيد إلى محمد بن علي فقال: من أحب الحياة ذل، وخرج إلى الكوفة فكان من أمره ما كان، وفي ذلك يقول الخشنى شاعر بني أمية:
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة ... ولم أر مهديا على الجذع يصلب
وفي «الكامل» لأبي العباس: كان بين يوسف بن عمر ورجل إحنة فكان يطلب عليه علة فلما ظفر بزيد وأصحابه أحسوا بالصلب واستحدوا وأصلحوا