رجحه غيره، أو بالكثرة والكبر وإلا بمجرد اختيار أبي أحمد لا يسلم قوله ويعترض عليه بقول غيره ممن هو أكبر منه، إن وجد ولكنه يعذر في هذا إذا لم يجد غيره فقاله ظفرا بشيء عظيم، وما علم أن شيخ المحدثين الذي أوهم المزي نقل كلامه بقوله: قال البخاري: عنده عجائب لم يكنه إلا أبا معاوية في تاريخيه «الكبير» و «الأوسط» لما ذكره في فصل من مات من الستين إلى السبعين ومائة، وكذلك أبو (أحمد) الرازي، فيما ذكره عنه ابنه، ومسلم بن الحجاج وقال: صاحب عجائب، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو بكر ابن أبي شيبة.
وفي «الجعديات» قال البغوي: سعيد بن زربي أبو معاوية، وابن الجارود، وأبو العرب وابن حبان، وقال: قد قيل يكنى أبا عبيدة، وكان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات على قلة روايته، والنسائي بدأ بأبي معاوية، وثنى بعبيدة، وكذا فعله أبو أحمد الحاكم، وقال في أبي معاوية: منكر الحديث جدا، وفي أبي عبيدة: ليس بالقوي عندهم. فهذا كما ترى هؤلاء الأئمة أكثرهم جزم بمعاوية وبعضهم سوى بينهما فلو رجح مرجح أبا معاوية على أبي عبيدة لكان مصيبا وأقل الأحوال أن يكونا متساويين وأما تخطئة ما رضيه جماعة العلماء فغير صواب ممن قاله كائنا من كان فكان ينبغي للمزي أن ينقل كلام أبي أحمد مستغربا له في جنب كلام من قدمناه وأما أنه ينقله عنه مكتفيا به متبعا صاحب الكمال فليس جيدا. والله تعالى أعلم.
وقد ذكر الدوري عن يحيى بن معين كلاما يشبه أن يكون فصلا في هذا وهو: سعيد بن زربي: ليس بثقة وليس هو أبو عبيدة صاحب الموعظة، هو رجل آخر، فبين يحيى أن صاحب الموعظة يكنى أبا عبيدة، وأن هذا لم