كثير من الطلبة -: تولى قضاء الجانب الشرقي من بغداد في سنة سبع وثلاثين بعد قوله: ولي قضاء الرصافة، والمزي اقتصر على تعريفه بالرصافة فقط، وكأنه لم ينظر في «التاريخ» نظرا جيدا، ولا عذر له فيه وإن كنا نعذره في الباقين؛ لأنه لم يرها والله أعلم.
وفي «الكامل»: وحدثني بعض أصحابنا أن رجلا من الأعراب تقدم إلى سوار في أمر فلم يصادف عنده ما أحب فاجتهد فلم يظفر بحاجته فقال الأعرابي وفي يده عصا:
رأيت رؤيا ثم عبرتها ... وكنت للأحلام عبارا
بأنني أخبط في ليلتي كلبا ... فكان الكلب سوارا
ثم انحنى على سوار بالعصا حتى منع منه فلم يعاقبه سوار، وحدثت أن أعرابيا من بني العنيز صار إلى سوار فقال: إن أبي مات وتركني وأخا لي وخط خطين ثم قال: وهجينا لنا وخطه ناحية فكيف نقسم المال؟ فقال: أهاهنا وارث غيركم؟ قال: لا. قال: فالمال يقسم أثلاثا. قال: لا أحسبك فهمت أنه مات وتركني وأخا لي وهجينا فقال سوار: المال بينكم سواء فقال الأعرابي: يأخذ الهجين مثلنا؟ قال: أجل. فغضب الأعرابي ثم أقبل على سوار فقال له: تعلم والله أنك قليل الخالاث بالدهناء. فقال سوار إذن لا يصيرني ذلك عند الله شيئا.
وفي «اللطائف» لأبي يوسف: هو من أعرف الناس في القضاء أبوه قضى للمهدي وجده قضى للمنصور، وقال الخطيب: كان سوار قد خامر قلبه شيء من الوجد فقال:
سلبني عظامي لحمها فتركها ... عواريا في أجلادها تتكسر
واخليني منها مخها فكأنما ... قوارير في أجوافها الريح تصفر
إذا سمعت ذكر الفراق تراعدت ... مفاصلها خوفا لما تتنظر