فهذا كما ترى هو الذي قاله خليفة، وزاد في نسبه شيئا لم ينبه عليه المزي وهو عدم وساطة بين يزيد وكعب، وكذا هو في «التاريخ الكبير» للبخاري.
وفي «تاريخ المنتجالي»: قال البرقي: كان على شرطة علي بن أبي طالب ويقال: على الطلائع.
وفي قول المزي: قتل مع ابن أبي بكرة. نظر؛ لما في كتاب «المعجم» للمرزباني: كان من خيار أصحاب علي وشهد معه مشاهده كلها، وعاش إلى أيام الحجاج فبعثه في جند أهل الكوفة إلى سجستان، ووجه عبيد الله بن أبي بكرة على جند أهل البصرة يعني لقتال رتبيل، وعهد الحجاج إليهم إذا اجتمعوا فعلى الناس عبيد الله فحاصرهم رتبيل فصالحهم عبيد الله وأبا شريح وقام خطيبا وحض أهل الكوفة على الجهاد وكانوا ثمانية عشر ألفا فبايعوه على الموت ثم خرج بهم وهو يقول:
أصبحت ذا بث أقاسي الكبرا ... قد عشت بين المشركين أعصرا
ثم أدركت النبي المنذرا ... وبعده صديقه وعمرا
وبأخميراوات والمشقر ... ويوم مهران ويوم تسترا
والجمع في صفينهم والنهرا ... هيهات ما أطول هذا عمرا
فقاتل وقاتل أهل الكوفة معه فلم يفلت منهم إلا مائتا رجل، وأفلت أهل البصرة فلم يقتل منهم أحد فوجه الحجاج بعد قتل شريح، عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فخلع. انتهى. هذا كما ترى لم يكن في جيش أبي بكرة كما ذكره، وإنما كان في جيش وحده ليس لابن أبي بكرة عليه سبيل وبنحوه ذكره ابن أعثم في «تاريخه» والمفضل بن غسان، ولعل الموقع لابن حبان وغيره قوله: إذا اجتمعوا فعلى الناس ابن أبي بكرة، وقد اجتمعوا يقينا لكن كلام المرزباني فصل ما أجمله غيره، ولعل شعره هذا أخذه من قول الربيع بن ضبيع الفزاري المعمر: