مع أبي بشرف السيالة، وكان مبتدأ لأشراف الناس قال فقال أبي عبد العزيز يوما لجماعة من أصحابه: هل لكم بناء في «بين» يزورنها أبا محمد عبد الرحمن بن المغيرة يعني غدير أو نأخذ من أترجه وما وافقنا من فواكه؟ قال: فخف القوم لذلك ونهضوا حتى أتوا «بين» فألفوا غديرا قد نزل المدينة في بعض حاجته قال: فعمدوا لصالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف فألفوه في ماله الباطن وقد تعالى النهار، قال: وإذا به قائم يصلي، فلما رآنا قضى الصلاة ثم انصرف فحيا ورحب وأمر بحط سروج الدواب وطرح العلف لها، ثم قام فعاد في صلاته فلم يزل يصلي حتى حانت الظهر، فلما انصرف عاد فلم يزل صافا حتى حانت العصر، فانصرف فأذن لها ثم أقام الصلاة وتقدم فصلاها ثم انحرف إلينا بوجهه فلم يزل يتحدث معنا ويأمر في ماله وينهى حتى حان رواحه، فدعا بدابته ودوابنا فركب وركبنا معه حتى جئنا منزله بالنبار فدعا بالحار والبارد والرطب واليابس، قال: وحانت صلاة المغرب فقام فأذن ثم أقام وتقدم فصلى لنا، فلما فرغ قام يصلي حتى حانت العتمة، أذن وأقام وتقدم فصلى بنا فلما قضى صلاته أقبل علينا بوجهه فتحدث معنا ساعة، ثم أمر بما يصلحنا من وطاء وغيره، وتنحى فصلى، فلما أقام إنسان منا في ليلته حتى أصبح لحاجة إلا أبصره في مصلاه قائما حتى برق النور، فأذن ثم أقام فتقدم فصلى لنا الصبح وغدونا على انصراف إلى منازلنا، فآلى ألا نبرح ثلاثا وقال: والله لولا أن يشق عليكم لاحتبستكم أكثر من ذلك، ومتى أرى زورا مثلكم؟ قال فأقمنا عنده أيامنا تلك على تلك الحال في الصلاة والقيام معهما من حق ضيافتنا بالإمضاء، فلما مرت الثلاث لم يترك معنا خرجا ولا عبدا إلا حمله وفره من طوائف ما يواد به.
قال الزبير: وثنا محمد بن عبد الله أن أباه عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم دخل يوما على حسن بن زيد - يعني والي المدينة – وهو يومئذ واليه على قضاء المدينة، قال فتخاليا فتحدثا فقال له حسن بن زيد: ولدك والله يا عبد الله بن عبد الرحمن أفضل قال: فوالله ما ذهبت إلا إلى أنه عنى بذلك محمد بن أبي بكر لمعرفتي برأيه كان في محمد، ثم قال لي هل تدري من