منه البغداديون كذا ذكره المزي، وهو كلام مهمل لا معنى له فيما المزي بصدده، وإنما ذكره الخطيب شاهدا لقدوم صالح بغداد على عادة المؤرخين، فلما رأى المزي ذكر ابن حبان جملة من غير توثيق ولا تجريح ذكره معتقدا في ذلك فائدة له، وليست فيه فائدة سوى ما ذكرناه عن الخطيب.
وأما الفائدة من ذكر ابن حبان له فهو ما نذكره الآن عنه. قال أبو حاتم في كتاب «المجروحين»: مات سنة ست وسبعين ومائة، وقد قيل: سنة اثنتين وسبعين وكان من عباد أهل البصرة وقرائهم، وهو الذي يقال له: صالح الناجي، وكان من أحزن أهل البصرة صوتا وأرقهم قراءة، غلب عليه الخير والصلاح حتى غفل عن الإتقان في الحفظ، وكان يروي الشيء الذي سمعه من ثابت والحسن، وهؤلاء على التوهم فيجعله عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فظهر في روايته الموضوعات التي يرويها عن الأثبات، فاستحق الترك عند الاحتجاج وإن كان في الدين مائلا عن طريق (الاحتجاج) وكان يحيى بن معين يشدد الحمل عليه انتهى.
وقال يعقوب بن سفيان: سمعت سليمان بن حرب قال: قال رجل لحماد بن زيد: تعرف أيوب عن أبي قلابة «من شهد فاتحة الكتاب كان كمن شهد فتحا في سبيل الله» فقال: ومن يشهدها حين يختم كان كمن شهد الغنائم قال: فأنكره حماد إنكارا شديدا ثم قال له بعد: من حدثك هذا؟ فقال: صالح المري، فقال: أستغفر الله تعالى ما أخلقه أن يكون حقا، فإن صالحا كان هذا ونحوه من باله، ويعني بطلب هذا النحو ما أخلقه أن يكون صحيحا.