فضلة فاختلفوا أين يضعها، فقام صعصعة وهو غلام شاب فقال -: يا أمير المؤمنين إنما يشاور الناس فيما لم ينزل فيه قرآن فأما ما نزل فيه القرآن فلا، ضعه مواضعه التي وضعها الله عز وجل فيها. فقال: صدقت أنت مني وأنا منك فقسمه بين المسلمين، وكان ممن سيره عثمان رضي الله عنه إلى الشام.
وفي «كتاب المسعودي»: قال عقيل بن أبي طالب يصفه لمعاوية: أما صعصعة فعظيم الشأن غضب اللسان قائد فرسان قاتل أقران يريق ما يفيق ويفيق ما يريق نظيره قليل.
وقال له عبد الله بن عباس: يا ابن صوحان إنك لسليل أقوام كرام خطباء فصحاء، وورثت هذا عن كلالة وأنت باقر العراب وأنت كما قال:
يرمي خطيب بين حرار في الورى ... بشباه غضب يغضب الأفواها
متقلدا يوم الفخار كلامه ... وإذا يرمه أخو الثاقب تباها
قال المسعودي: ولصعصعة أخبار حسان بكلام بليغ موجز مختصر ثم ذكر منه قطعة.
وفي «تاريخ البخاري الكبير»: أدرك خلافة يزيد بن معاوية.
وفي «تاريخ دمشق»: قام صعصعة إلى عثمان وهو على المنبر فقال: يا أمير المؤمنين ملت فمالت رعيتك يا أمير المؤمنين اعتدل تعتدل رعيتك قال: أسامع أنت مطيع؟ قال: نعم. قال: فاخرج إلى الشام، قال: فلما خرج طلق امرأته كراهة أن يعضلها وكانوا يرون الطاعة عليهم حقا.
ولما دخل عليه علي بالكوفة يعوده قال له: يا صعصعة لا تتخذها أبهة على قومك أن عادك أهل بيت نبيك صلى الله عليه وسلم في مرضك. فقال: بل من علي من الله أن عادني أهل بيت نبي في مرضي، قال فقال له علي: إنك والله ما علمت لخفيف المؤنة حسن المعونة، ولما خطب عند معاوية قال له: والله إن كنت لأبغض أن أراك خطيبا. فقال صعصعة: وأنا والله إن كنت لأبغض أن أراك أميرا. فقال معاوية: والله لأجفينك عن الوساد ولأشردنك في البلاد. فقال: