" الثقات " ثنا ابن قتيبة ثنا ابن أبي السري ثنا معتمر ثنا ليث عن أبي حجاج عن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي هريرة. فذكر حديث المتقدم أو المتأخر.
وفي قول المزي قال أبو حاتم: مجهول، نظر، وذلك أنه صدر بتسميته إبراهيم وقيل إسماعيل [وقال: قال أبو حاتم: مجهول، أهو في إبراهيم أو إسماعيل] لم يبن، وكان يلزمه التبيين، والله تعالى أعلم، وقد أسلفنا قبل أن أبا حاتم سماه إبراهيم ثم جهله، والخلاف الذي ذكره المزي هو بعض كلام البخاري الذي سقناه، فكان الأولى أن يعزو كلام كل شخص له ليستريح ويريح، لأن الطالب إذا قال: قال المزي: اختلف على ليث فقال كذا وكذا. وقال له الآخر: من أين له هذا لا نسمعه إلا من إمام من أئمة الحديث. فإذا قال: قال البخاري، انقطع النزاع، ولئلا يذهب تعب العلماء وكدهم بأن لا يذكر العالم القائل ذلك القول ليستجلب له الرحمة والمغفرة، على ذلك عهدنا الناس رحمهم الله تعالى، ألم تسمع قول الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه وغفر له: وددت أن الناس انتفعوا بهذا العلم ولا ينسب إلي منه شيء.
ولقد رأينا تصنيفا لبعض العلماء المتأخرين من الفقهاء - رضي الله عنه وعنهم أجمعين - إذا ذكر شيئا منقولا عزاه لقائله مترحما عليه مبينا في أي موضع من الكتاب، بل في أي باب، بل في أي ورقة من تجزئة كذا وكذا، كل هذا يقصد به السلامة والإفادة وجلب الرحمة للقائل والتنويه بذكره، والله تعالى أعلم.