وفي " الاستبهاء ": وأمه بتلة وقيل بتيلة وهي أول عربية كست البيت الحرام الحرير والديباج وذلك أن العباس ضل وهو صبي فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت فلما وجدته كسته كذا قال العباس والذي في كتاب الزبير وغيره: ضرار والله أعلم.
وفي " معجم ابن جميع " من حديث أبي جعفر المنصور عن أبيه عن جده يرفعه العباس عمي ووارثي وصيي.
وقال أبو عمر: وكان العباس رئيسا في الجاهلية، وإليه كانت عمارة المسجد الحرام والسقاية وأسلم قبل فتح خيبر، وكان أنصر الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي طالب، وكان جوادا مطعما وصولا للرحم ذا رأي حسن ودعوة مرجوة، وكان لا يمر بعمر وعثمان وهما راكبان إلا نزلا حتى يجوز إجلالا له ولما استسقى وسقي قال حسان بن ثابت:
سأل الإمام وقد تتابع جد بنا ... فسقى الغمام بعزة العباس
عم النبي وصنو والده الذي ... ورث النبي بذاك دون الناس
وقال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب:
بعمي سقى الله الحجاز وأهله ... عشية يستسقي بشيبته عمر
توجه بالعباس في الجدب راغبا ... فما كر حتى جاء بالديمة المطر
وكان طوالا توفي لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب وقيل بل من رمضان سنة ثنتين وهو ابن تسع وثمانين.
وذكر ابن دحيمة في كتابه مرج البحرين أنه كان من مبتلى الظعن وكان يقل الجمل إذا بركه بحمله.
وفي كتاب ابن الأثير: أسلم قبل الهجرة وأعتق عند موته سبعين عبدا.