في نعاج له نصف النهار إذ طلعت له نعامة بيضاء مثل القطن عليها راكب عليه ثياب بيض كالقطن فقال: يا عباس بن مرداس ألم تر أن السماء كفت أحراسها؟ وأن الحرب جرعت أنفاسها؟ وأن الخيل وضعت أحلاسها؟ وأن الذي نزل بالنور والهدى لفي يوم الإثنين في ليلة الثلاثاء صاحب الناقة قال: فخرجت مسرعا قد راعني ما سمعت ورأيت حتى جئت وثنا لنا كان يدعى الضماد وكنا نعبده ونكلم من جوفه فدخلت وكنست ما حوله ونمت إليه ثم تمسحت به وقبلته فإذا صائح يصيح من جوفه يا [عباد] بن مرداس:
قل للقائل من سليم كلها ... هلك الضماد وعاش أهل المسجد
إن الذي جاء بالنبوة والهدى ... بعد ابن مريم من قريش مهتدي
هلك الضماد [وكان] يعبد مرة ... قبل الصلاة على النبي محمد
[ق ٢٤٠/أ] قال: فخرجت مرعوبا حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة فخرج معي من قومي بني حارثة ثلاثمائة إلى أن أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكر النيسابوري في كتابه شرف المصطفى عنه أنه قال: كان سبب إسلامي أن أبي لما حضرته الوفاة أوصاني بصنم له يقال له ضماد فجعلته في بيت وجعلت آتية كل يوم مرة فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم سمعت صوتا في جوف الليل راعني [] ضماد مستغيثا به فإذا الصوت من جوفه يقول فذكر الأبيات قال: فكتمه الناس فلما رجعوا من الأحزاب بينا في أنا في إبلي نظرت العقيق من ذات عرق راقد إذا برجل على جناح نعامة وهو يقول اليوم الذي رفع ليلة الثلاثاء مع صاحب الناقة العضباء في ديار أخوالي بني العنقاء فأجابه هاتف عن شماله بشر الجن وأبلاسها أن المطي قد وضعت أحلامها وكلات السماء أحراسها قال فوثبت مذعورا وعملت أن محمدا مرسل فقدمت عليه وأسلمت وأنشدته شعرا قلته وهو: