فقال: يا أعرابي سار الثقل فعليك بالراحلة وما عليها وإياك أن تخدع عن السيف فإني أخذته بألف دينار فقال الأعرابي [ق٢٥٤/أ]:
حباني عبد الله نفسي فداؤه ... بأعيث موار سباط مشافره
وأبيض من ماء الحديد كأنه ... شهاب بدا والليل داج عساكره
فكل امرئ يرجو نوال ابن جعفر ... سيجزي باليمن واليسر طائره
فيا خير خلق الله نفسا ووالدا ... وأكرمه للجارحين يجاوزه
سامني بما أوليتني يا ابن جعفر ... وما شاكر عرفا كمن هو كافره
وذكر ابن ظفر في كتاب " نجباء الأبناء ": أن سفيان بن حرب دخل على أم حبيبة زوج النبي فوجد عندها عبد الله بن جعفر فقال لها: أي بنية من هذا الغلام الذي يتواضع كرما ويتألق شرفا ويتمنع حياء فقالت: من بطنة يا أبة [فقالت]: أما الشمائل بهاشمية؟ فقالت: نعم هو هاشمي من بطنة من بني هاشم فتأمله، ثم قال: إن لم يكن ولده جعفر فلست بسداد البطحاء [فقال]: هو ابن جعفر. فقال أبو سفيان: أما إن قابلت من خلف مثل هذا.
وقيل إن أبا بكر جاءه مال فقسم لأبناء المهاجرين وبدأ بأهل البيت وأراد أعرابي أن يدخل معهم إلى أبي بكر فمنع وجاء عبد الله بن جعفر وهو صبي فلما رآه أبو بكر بالباب قال مرحبا بابن الطيار ادخل، فسمعها الأعرابي فقبض على يد ابن جعفر وهو لا يعرفه إنما سمع كلمة الصديق فعلم أنه ممكن عنده وأنشأ يقول:
ألا هل أتى الطيار أنى مسجلا ... عن الورد والصديق يراد يسمع