أبي حاتم لما ذكر الرواة عنه قال: ومحمد بن جبير بن مطعم في رواية أبي أسامة عن ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان، وروى أبو عاصم [بن عبيد الله بن يونس] عن ابن جريج عن ابن أبي سليمان عن سعيد بن محمد بن جبير ثم قال: سمعت أبي يقول بعض ذلك وبعضه من قبلي، فهذا كما ترى الروايتان متكافئتان ليس في إحديهما زيادة ترجيح على الأخرى، بل لرواية محمد ترجيح على رواية سعيد؛ لما ذكره البغوي، فإنه لما ذكر رواية محمد عنه من جهة عثمان بن أبي سليمان قال: عثمان هو ابن محمد بن جبير، [ق٢٥٧/ب] بن مطعم ثم قال: ولم يرو ابن حبشي عن النبي صلى الله عليه وسلم مسندا غير هذين فيما أعلم يعني: حديث من " قطع سدرة " - و " أي الأعمال أفضل "، فهذا كما ترى من أن عثمان بن محمد - والولد يحفظ رواية أبيه - بخلاف رواية أخيه لا سيما والطريق الموصلة لمحمد لا يقاس بها طريق سعيد لأن أبا [لسان] رواها عن ابن جريج، وطريق سعيد فيها من لا يعرف، والله تعالى أعلم.
ولما ذكره أبو يعلى الموصلي في مسنده ذكر أن أبا التياح: قال: كان شيخا كبيرا، وذكر له حديث:" لما [تحدث] الشياطين على النبي صلى الله عليه وسلم قال له جبريل: قل: أعوذ بكلمات الله التامات. . . " الحديث، وفي هذا رد لقول البغوي لم يرد غير هذين الحديثين. وهذا ثالث.
النظر الثاني: تكنيته إياه بأبي قتيلة فكن منها على حذر، فإني لم أر من كناه مطلقا، لا قديما ولا متأخرا، ولم أر من تكنى بهذه الكنية سوى مرثد بن وداعة الحمصي، ولم أر في ذكره زيادة على أنه ممن نزل مكة - شرفها الله تعالى - ووصفه بذلك ابن سعد وغيره.