وأما قول أبي نعيم الحافظ: عبد الله بن السائب بن أبي السائب العائذي القارئ من قارة فيشبه أن يكون وهما وإن كان قد قاله ابن منده قبله؛ لأن القارة بن أيثع بن الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، فأنى يجتمع مع مخزوم وقد سبقنا إلى هذا التنبيه ابن الأثير ولو لم يقله لقلناه.
وفي كتاب ابن سعد: ولد عبد الله بن السائب: عبد الرحمن وأم الحكم وموسى وعبد الله بن عبد الله وأم نافع وأم عبد الله، وعن ابن أبي مليكة قال: بلغني أن عمر بن الخطاب أمر عبد الله بن السائب حين جمع الناس في رمضان أن يقوم بأهل مكة فكان يصلي وراء المقام مستأخرا عن المقام فلما توفي جئت أسماء فكلمتها في أن تكلم عبد الله بن الزبير أن يأمرني أن أقوم بالناس فقالت له، فقال: ترينه يطيق ذلك فقالت: قد طلبه فأمرني فقمت بالناس.
لما فرغ من قبر ابن السائب وقام الناس عنه، قال ابن عباس: فوقف عليه فدعا له ثم انصرف.
ذكره في الطبقة الرابعة ممن أسلم عند فتح مكة وبعده انتهى. وهو رد لقول المزي: مات قبل ابن الزبير بيسير وإن كان المزي قاله تابعا غيره؛ لأن ابن عباس مات سنة ثمان وستين، وابن الزبير سنة ثلاث وسبعين وخمس سنين لا يقال لها في العادة قليل.
وقال أبو أحمد العسكري: أسلم يوم الفتح واختلف في صحبة أبيه.