والذي ذكره ابن سعد أنه أسلم قبل أن يدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرتين جميعا، ومعه أم سلمة فيهما جميعا، مجمع على ذلك في الروايات وأول من قدم المدينة للهجرة لعشر خلون من المحرم، وشهد بدرا وأحدا، وجرحه بأحد أبو أسامة الجشمي فمكث شهرا يداويه فبرأ على بغي لا يعرفه فبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المحرم على رأس خمس وثلاثين شهرا من الهجرة سرية إلى بني أسد بقطن فغاب بضع عشرة ليلة، ثم قدم المدينة فانتفض به الجرح فاشتكى، ثم مات لثلاث مضين من جمادى الآخرة، فغسل من اليسيرة - بئر بني أمية بن زيد بالعالية - وأغمضه النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده وقال:" اللهم افتح له في قبره وأضئ له فيه وعظم نوره واغفر ذنبه، اللهم ارفع درجته في المهديين واخلفه في تركته في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين ".
وبنحوه ذكره محمد بن جرير الطبري في كتابه " المذيل " وهو كتاب الصحابة، والبرقي، ويعقوب بن سفيان، وابن أبي خيثمة، والحاكم في " الإكليل "، وغيرهم.
وقال العسكري: مات على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في السنة الرابعة من الهجرة، ومنصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - من أحد.
وقال ابن إسحاق: أسلم بعد عشرة أنفس فكان الحادي عشر، واستخلفه النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى غزوة العشيرة وكانت في السنة الثانية.
وقال أبو عمر: توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث.
وقال أبو نعيم: هاجر قبل أصحاب العقبة، وشهد بدرا وأحدا وتوفي سنة