يدخلون مربده بالفرع يتغدون ويتعشون فما زال كذلك حتى أحيى الناس.
وكان يهدم ويكسر الوشع إذا أصاب الناس جهد، وكان عبد الله مصلحا، مثمرا للمال، يبذله في حقه، ويرغب في الأجر وحسن الذكر، وهو صاحب أبي وجزة الذي كان يعطيه ويأخذ له في كل عام من آل الزبير من جداد نخلهم بالفرع كل عام ستين وسقا على أن يقتصر بمدحه عليهم وفيه يقول أبو وجزة السعدي يمدحه: -
لعمرك ما زاد ابن عروة بالذي ... له دون أيدي القوم قفل مفتح
وما ظله عنهم بضيق وما ترى ... فلا سائل فيها ولا متنحنح
فتى قد كفاني سيبه ما أهمني ... ولى خلت في أعقار متندح
أغر تغادي من يليه جفانه ... هدايا وأخراها قواعد ردح
فتى الركب يكفيهم بفضل ويكتفي ... وفي الحي فضفاض السجيات أفيح
وقال عبد الله: أشكو إلى الله تعالى عيبي ما لا أترك ونعتي ما لا آتي وإنما يبكى بالدين للدنيا وقال عبد الله شعرا يشبه هذا الحديث: -
يبكون بالدين للدنيا وبهجتها ... أرباب دنيا عليهم كلهم صادي
لا يعملون لشيء من معادهم ... تعجلوا حظهم في الحاصل البادي
لا يهتدون ولا يهدون تابعهم ... ضل المقود وضل القائد الهادي
وكتب إلى هشام بن عبد الملك يشكو إبراهيم بن هشام فيما صنع به فكتب هشام إلى إبراهيم يأمره بأن يكف عن عبد الله ويبني قصر عروة وينثل بئره.
ولما حج هشام اجتمع عنده عبد الله وإبراهيم وحضر مسلمة فشكى إبراهيم فقال مسلمة: كلامه كلام رجل لا يقيم على ما شكى، وقال له عروة في