وأما الليل فأقول: الخفراء بابكم، وعن سعيد بن يزيد كان ابن غالب لا يكاد أن يتكلم إلا قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وصلى الله على محمد، فإن سئل عن شيء أجاب وإلا عاد إلى هذا الكلام، وعن ابن شوذب قال: كان ابن غالب في حلقة الحسن فنهى الحسن عن إكثار السجود فقال عبد الله {كلا لا تطعه واسجد واقترب} ثم سجد في الحلقة فقال الحسن –ونظر إليه -: إن أبا قريش لخليقة عجب.
وقال ابن سعد: أنبأ مسلم بن إبراهيم ثنا القاسم بن الفضل قال: رأيت عبد الله بن غالب جاء إلى ابن الأشعث وابن الأشعث على منبر له بالزاوية من حديد في أربعين رجلا متكفنين متحنطين مع كل واحد سيفه وترسه فصعد إليه ابن غالب فقال: ابسط يديك على ما نبايعك قال: على كتاب الله تعالى وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - قال: فمسح كفه على كفه ثم رمى بترسه وقال والله لا أجعل بيني وبين أهل الشام جنة اليوم ثم قاتل حتى قتل.
وفي " تاريخ المنتجالي ": حدان من الأزد، وهو ثقة من خيار الناس وقال يحيى بن سعيد لما برز للعدو قال والله على ما آسى من الدنيا فوالله ما فيها للبيت جذل والله لولا محبتي لمباشرة السهر لكنت متمنيا لفراق الدنيا وأهلها ثم حمل فحمل من المعركة وبه رمق فمات دون العسكر ورآه رجل من إخوانه في النوم فقال: إلى ما صرت؟ قال: إلى الجنة. قال: بم؟ قال: بحسن اليقين وطول التهجد وظمأ الهواجر قال: فما هذه الرائحة الطيبة التي وجدت من فيك؟ قال: تلك رائحة التلاوة والظمأ. قال يحيى بن سعيد: سمعت [ق ٣٠٨/أ] شعبة يقول: فتن الناس بقبر عبد الله بن غالب. وقال الحسن: وذكر عنده ابن غالب: كان حمامة من حمام المسجد صرع مصرعا كرهناه له.
وقال البزار: ولا نعلمه أسند حديثا غير هذا يعني حديثه عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:" خصلتان لا تجتمعان في قلب مؤمن البخل وسوء الخلق ". قال البزار: وكان من خيار الناس ثنا نصر بن علي قال: مات ابن غالب