وسبعين مات ابن فروخ وهو ابن خمس وخمسين سنة بعد أن مات الليث بن سعد فرجونا أن يكون لنا ابن فروخ خلفا من الليث فما لبث إلا يسيرا حتى مات ودفناه في مقبرة القيروان.
وذكره العقيلي وابن الجارود في " جملة الضعفاء ".
وقال أبو بكر المالكي في " طبقات أهل القيروان ": كان فاضلا صالحا متواضعا في نفسه قليل الهيبة للملوك في حق يقوله لا يخاف في الله لومة لائم مباينا لأهل البدع معاديا لهم حافظا للفقه والحديث [ق ٣٠٩/أ] وكان مالك يكرهه ويرى له فضلا ويقول لأصحابه: هذا فقيه أهل المغرب وكان البهلول بن راشد يعظمه ويكبر قدره ويقلده في بعض ما ينزل به من أمور الديانة وكان يقول: ابن فروخ الدرهم الجيد وأنا الدرهم الستوق.
ولما أجلس للقضاء وبكى وقال للخصوم ارحموني، أمر به روح أن يربط ويصعد به على سقف الجامع فإن قبل وإلا طرح من أعلاه ففعل ذلك به ثم صعد به إلى سقف الجامع فقيل له: تقبل؟ قال: لا. وحل على أن يطرح فلما رأى العزيمة ولم يكن يظن أنها حق قال: قبلت وأجلس للناس قال قبلت: وجعل معه حرسا فتقدم إليه خصمان فلما صارا بين يديه نظر إليهما وبكى فطال بكاؤه فأقام طويلا باكيا ثم رفع رأسه إليهما فقال: سألتكما بالله ألا أعفيتماني من أنفسكما ولا تكونا أول مشؤمين علي فرحماه وقاما من بين يديه فأعلم الحرس بذلك روحا فقال: امضيا إليه فقولا له: فشر علينا بمن نوليه أو اقبل فقال: إن يكن أحد فابن غانم؛ فإني رأيته شابا له صيانة فقبل ذلك منه روح وولي عبد الله بن عمر بن غانم، وكان ابن فروخ أشد الناس كراهة في القضاء، وكان يقول: قلت لأبي حنيفة: ما منعك أن تلي القضاء؟ فقال: يا ابن فروخ القضاء على ثلاثة أوجه، رجل يحسن العوم فأخذ البحر طولا فما عسى أن يعوم يوشك أن يكل فيغرق، ورجل لا بأس بعومه فعام يسيرا فغرق، ورجل لا يحسن العوم فغرق من ساعته، وكان عمران بن يحيى