حملها على الماء، على غير المجاز، فمشيت به على ماء غريق، إن رأى الناس خاض بها الماء، وأخذ على المجاز.
وحدثني أبو عياش بن موسى أن ابن أبي كريمة كبر حتى كان يحمل، وصار لا يدفئه شيء بالليل، فقيل له لو اشتريت جارية خلاسية أو سمراء تدنو منك وتعانقك لاستدفئت، فأمر أصحابه فاشتروها له، فلما باتت عنده نشط إليها الشيوخ فوطئها، فغارت أم محمد فأمر ببيعها، فلما بات وجد البرد فأمر بردها.
وروى عنه من أهل المغرب البهلول بن راشد، وسحنون، وعوف، وداود بن يحيى، ولابن أبي كريمة كتاب في " الزهد " فيه رجال ما ينبغي أن يكون سمع منهم مثل: موسى بن عبيدة الربذي، ويزيد بن أبي حبيب، ومحمد بن زيد، وغيرهم.
ويقال: إن كتاب " الزهد " إنما رواه كله عن ميسرة بن عبد ربه البصري وغيرهم.
وقد سمع ابن أبي كريمة من سفيان بن سعيد الثوري، وكان ابن أبي كريمة يروي [ق٣٣/ب] حديثا كثيرا، ومات سنة عشر ومائتين وقد جاوز التسعين.
وقرأت في كتاب أن ابن أبي كريمة: توفي سنة تسعين ومائة.
وهو عندي تخليط.
وذكر أبو بكر عبد الله بن محمد المالكي في كتابه " تاريخ أفريقية " أنه سمع منه خلق من الناس، وله مناقب جليلة، وكان يحيي الليل فإذا أسحر نادى بصوت له محزون: إليك قطع العابدون دجى الليل، يستبقون إلى رحمتك، وفضل مغفرتك، فبك إلهي لا بغيرك أسألك أن ترفعني إليك في درجة المقربين، وتجعلني في زمرة السابقين، فلا يزال كذلك حتى ينادى بالفجر.
وعن عيسى بن مسكين، قال: خرج ابن أبي كريمة يوما وهو يحمل في محفة وهو كبير قد خرف، فمر على مجلسه الذي كان يجلس فيه مع أصحابه للعلم، فوقف عليه وأنشد يقول: