وقال أحمد بن صالح العجلي: مكي تابعي ثقة من كبار التابعين، وكان يقص، وكان بليغا فصيحا. وكان ابن عمر يجلس إليه، ويقول: لله در ابن قتادة ماذا يأتي به. قال: وكان بجوار امرأة جميلة، وكان لها زوج فنظرت يوما إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها: أترى يرى أحد هذا الوجه ولا يفتتن به؟ قال: نعم، عبيد بن عمير. قالت: ائذن لي فيه، تريد فتنته فأتته وعرضت نفسها له، وأظهرت أنها مفتونة به، فوعظها فانصرفت، وقد عمل فيها وعظه، وأقبلت على العبادة فكان زوجها يقول: ما لي ولعبيد كنت كل ليلة لي عروسا، فصير امرأتي الآن راهبة. حكيته بالمعنى اختصارا.
وفي كتاب الداني: كان موته قريبا من موت ابن عباس سنة ثمان وستين.
وفي كتاب ابن عبد البر: قال البخاري: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر مسلم أنه ولد على عهده، قال أبو عمر: وهو معدود في كبار التابعين انتهى، ينظر فيما نقله عن البخاري، فإني لم أره وما ذكرناه عن البخاري يرده يقينا.
وفي كتاب " الصحابة " لأبي موسى المديني: يقال رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقيل: ولد في زمانه، قاله أبو أحمد الحافظ.
وكما ذكره، ذكره الحاكم في كتاب " الكنى "، وكأنه نقله منه.
وفي " الكنى " للنسائي: قال مجاهد بن جبر كنا نفخر على الناس بفقيهنا ابن عباس، ومؤذننا أبي محذورة، وقاضينا عبيد بن عمير، وفارسنا عبد الله بن السائب.
وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أن وفاته سنة أربع وسبعين، وأظن ذلك من الظن والتخمين لا من النقل المستقين.
وقال الطبري في كتاب " طبقات الفقهاء " كان الغالب عليه القصص فلم ينتشر عنه من الفتيا في الأحكام ما انتشر عن غيره.