ربيعة كأنه يضحك، فنقوم وقد تطاول عليه ربيعة. قلت ليحيى: فالنعمان بن ثابت لم ترك عطاء؟ فقال: حكى عنه أنه سئل عن ذلك، فقال: رأيت عطاء يفتي بالمتعة، وكان الثبت في ابن عباس عطاء، وقال الأوزاعي: كنا إذا جئنا عطاء، نهاب أن نسأله حتى يمس عارضه أو يلتفت أو يتنحنح، وقال عطاء: أدركت سبعين صحابيا يخضبون [ق ١١٩ / ب] بالصفرة، وقال زهير بن نافع الصنعاني: رأيت عطاء شيخا كبيرا قد كثر الناس عليه، فأمر ابن هشام المخزومي الشرط، فوقفوا على رأسه ينحون الناس عنه ويفضون إليه رجلا رجلا، وعن يحيى بن سعيد: لم يسمع من ابن عمر إنما رآه رؤية، وعن مالك، إنما فقه عطاء لقدمة قدمها المدينة، فجالس ابن المسيب، وعروة بن الزبير، وقال سلمة بن شبيب: كانت نفقة عطاء في الشهر أربعة دوانق فضة، وكان قميصه لا يساوي خمسة دراهم.
وقال ابن حبان في كتاب الثقات: مولده بالجند سنة سبع وعشرين، وكان من سادات التابعين علما وفقها وورعا وفضلا، لم يكن له فراش إلا المسجد الحرام إلى أن مات سنة أربع، وقيل: خمس عشرة ومائة.
وفي الطبقات عن أبي المليح: مات سنة أربع عشرة.
وفي تاريخ ابن أبي شيبة: سنة خمس وعزاها لسنة أربع وتبعهم، وعلى هذا جماعة من المؤرخين، وإنما ذكرت هذه الأقوال اقتداء بالمزي، وإن كنت أعلم ألا تجدي شيئا.
وذكر المزي روايته المشعرة عنده بالاتصال عن عبد الله بن عمر وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عمرو، وأبي الدرداء، وزيد بن خالد الجهني، وأم سلمة، وأم هانئ، وأم كرز، ورافع بن خديج، وأسامة بن زيد بن حارثة، وقد ذكر ابن أبي حاتم في " المراسيل ": أنبا حرب بن إسماعيل فيما كتب إلي قال: قال أبو عبد الله – يعني: أحمد بن حنبل -: عطاء بن أبي رباح قد رأى ابن عمر ولم يسمع منه