وروى سفيان عن أبيه قال: سمعت التيمي يقول: إنما حملني على هذا المجلس - يعني القصص - أني رأيت كأني أقسم ريحانا بين الناس. فذكر ذلك لإبراهيم النخعي فقال: إن الريحان له منظر وطعم مر.
وقال الأعمش: خرج إبراهيم يمتار فلم يقدر على الطعام، فرأى سهلة حمراء فأخذها ثم رجع إلى أهله، فقالوا: ما هذا؟ قال: هذه حنطة حمراء. فكان إذا زرع منها شيئا خرج سنبله من أصله إلى فرعه حبا متراكبا.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: كان عابدا صابرا على الجوع الدائم، مات في حبس الحجاج سنة ثلاث وتسعين، وكان قد طرحت عليه الكلاب لتنهشه.
وقال ابن خلفون، لما ذكره في كتاب " الثقات ": كان رجلا صالحا فاضلا، ومن المجتهدين في العبادة، إلا أنه تكلم في مذهبه.
وفي كتاب " الطبقات " لابن سعد: كان سبب حبس التيمي أن الحجاج طلب إبراهيم النخعي فجاء الذي يطلبه، فقال: أريد إبراهيم بن يزيد.
فقال التيمي: أنا إبراهيم بن يزيد، فأخذه وهو يعلم أنه أراد النخعي، فلم يستحل أن يدله عليه، فأتى به الحجاج فأمر بحبسه في الرماس، ولم يكن له ظل من الشمس ولا كن من البرد، وكان كل اثنين في سلسلة، فتغير إبراهيم، فجاءته أمه وهو في الحبس فلم تعرفه حتى كلمها، فمات في السجن، فرأى الحجاج في منامه قائلا يقول له: مات في هذه الليلة في هذه البلدة رجل من أهل الجنة، فسأل هل مات الليلة أحد بواسط؟ قالوا: إبراهيم التيمي، قالوا: فلم ينزغ عنه الشيطان وأمر به فألقي على الكناسة.