مصعب الزبيري قال: قدم الفرزدق مكة فأتى عمرو بن عبد الله بن صفوان يسأله له يا أبا فراس: ما وافقت عندنا نقدًا ولكن عروضًا.
فأعطاه غلمانًا من بنيه وبني إخوته وقد أظلهم العطاء.
فقال: هؤلاء رقيق لك ونحن نكفيك مؤنتهم حتى تنصرف.
فلما أخذ العطاء قال: يا ابا فراس، هؤلاء بني وبني إخوتي وأنا مفتديهم بحكمك فأرضاه.
وكان عمرو من وجوه قريش، قال الزبير: وفيه يقول الفرزدق أو غيره لرجل من قريش رآه يتجر بمكة:
تمشي تبختر حول البيت منتحبًا ... لو كنت عمرو بن عبد الله لم تزد
وقال مصعب: كان لعمرو بن عبد الله رقيق يتجرون فكان ذلك مما يعينه على [ق ٢٣٥/ب] فعاله وتوسعه، وأمه أم جميل بنت خليد الدوسي. حدثني محمد بن سلام، عن أبي اليقظان وعثمان بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن سالم الجمحي – أحدهما ببعض الحديث والآخر ببعضه – قالا: لما قدم سليمان بن عبد الملك مكة – شرفها الله تعالى – في خلافته قال: من سيد أهلها؟ قالوا: بها رجلان يتنازعان الشرف: عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد، وعمرو بن عبد الله بن صفوان فقال: ما يسوي عمرو بعبد العزيز في سلطاننا وهو ابن عمنا؟ ألا وهو أشرف منه، فأرسل إلى عمرو يخطب ابنته فقال: ولكن على بساطي وفي بيتي.
قال سليمان: نعم.
فأتاه في بيته معه عمر بن عبد العزيز فتكلم سليمان فقال عمرو: نعم، على أن تفرض لي كذا وكذا وتقضي عني كذا وكذا وتلحق لي كذا. وسليمان يقول: قد كان ذلك. فأنكحه. فلما خرج قال سليمان لعمر: ألم تر إلى تشرطه علي، لولا أن يقال دخل ولم ينكح لقمت. قال الزبير: حدثني محمد بن سلام، عن عمرو بن الحارث قال: إنما خطب سليمان بنت عمرو بن عبد الله علي ابن أخيه.
وفي " الجمهرة " لابن حزم: ولد عبد الله بن صفوان: صفوان وعمرًا وكانا سيدين.
وخرج الحاكم حديثه في " صحيحه "، وصححه الدارمي، والطوسي في " أحكامه "، وأبو محمد ابن الجارود.