فاستمروا به سراعًا إلى القبر
وما إن يحثهم من سباق ... كدت أقضي الحياة إذ غيبوه
في ضريح مراصف الأطباق
فتوليت موجعا قد شجاني ... قرب عهد به وبعد تلاقي
عارف للمرء فإن أعلم أني ... لابس حلة بعيش رماق
ولعمري لقد أصبت بفزع ... ثاقب الزند ماجد الأعراق
ولقد كنت للحتوف عليه ... مشفقًا لو أعاذه إشفاقي
وغينا كابني نويرة إذا ... عاشا جميعًا بغبطة واتفاق
وأنشدني مصعب بن عثمان لإسماعيل يرثيه أيضًا من أبيات:
صلى الإله على امرئ غادرته ... بالشام جدث الضريح الملحد
بوأته بيدي دار مقامة ... نائي المحلة عن مزار العود
أعني ابن عروة إنه قد هدني ... فقد ابن عروة هدة لم تقصد
متبلج للخير يشرق وجهه ... كالبدر ليلته بسعد الأسعد
وأرى لفقدك كل أرض جبتها ... وحشا وإن أهلت لمن لم يحمد
كأن الذي يدرا العدو بدفعه ... فيرد نخوة ذي المراح الأصيد
وأنشد المرزباني لمحمد بن عروة في " معجمه " قوله في مجاج – مال لعروة بالحجاز:
لعن الله بطن لقف مسيلًا ... ومجاجًا فلا أحب مجاحا
لقيت ناقتي به وتلقف ... بلدًا مجلبًا وأرضا سحاحا وذكره ابن مردويه في " أولاد المحدثين ".