وقال في موضع آخر: قال الهيثم بن عدي: توفي سنة عشرين ومائة، وكذا ذكره الهيثم في الطبقة الثانية من أهل المدينة.
وفي " تاريخ البخاري ": ويعقوب، وابن أبي عاصم، والقراب، وابن قانع، وغيرهم [ق ٢٢/أ]: مات سنة ثمان ومائة وإنما ذكرت هذا اقتداء بالمزي؛ ولأن جماعة كثيرة قالوا: توفي سنة ثمان.
وفي " تاريخ المنتجالي ": مدني ثقة رجل صالح، عالم بالقرآن. ذكر سعد أبو عاصم قال: حج هشام بن عبد الملك بن مروان، وهو خليفة سنة ست ومائة، وصار في المحرم سنة سبع بالمدينة، ومعه غيلان يفتي الناس، ويحدثهم، وكان محمد بن كعب يجيء كل جمعة من قريته على ميلين من المدينة، فلا يكلم أحدًا من الناس حتى يصلي العصر، فإذا صلى غدا الناس إليه فحدثهم، وقص عليهم فقالوا له: يا أبا حمزة جاءنا رجل شككنا في ديننا، فنأتيك به؟ قال: لا حاجة لي به، فلم يزالوا به حتى أتوه به، فقال محمد: لا يكون كلام حتى يكون تشهد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أتشهد أنه حق من قلبك لا يخالف قلبك لسانك؟ قال: نعم، قال: حسبي منك قال غيلان: إن القرآن ينسخ بعضه بعضًا.
قال محمد: لا حاجة لي في كلامك، إما أن تقوم عني وإما أن أقوم عنك. فقال غيلان: أبيت إلا صمتًا، فقال محمد – بعدما ما قام عنه -: كنت أعرف رجالًا بالقرآن، بلغني أنهم تحولوا عن حالهم التي كانوا عليها، فإن أنكرتموني فلا تجالسوني لئلا تضلوا كما ضللت.
وقال رجل لمحمد: ما بك بأس لولا أنك تلحن.
قال: أليس أفهمك إذا كلمتك؟ قال: بلى.
قال: فلا بأس.
قال عون بن عبد الله: ما رأيت أحدًا أعلم بتأويل القرآن من محمد بن كعب ولما مات دفن بالبقيع، وكان يقول: لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه عليه.