وبلغ ستا وثمانين سنة. تصريح بأن الخطيب والمزي لم يريا كتاب الحاكم؛ إذ لو رأياه لما أغفلا ما ذكرناه، وقول أبي عمرو المستملي: توفي وهو ابن ست وثمانين سنة.
قال الحاكم: محمد بن يحيى إمام أهل الحديث في عصره بلا [ق ٤١/أ] مدافعة، وقد كان سمع من الحفصين وترك الرواية عنهما. قرأت بخط أبي عمرو المستملي في مواضع كثيرة: ثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي ختن رزين؛ فسألت أبا أحمد الحافظ عن رزين؛ فقال: رزين ابن فلان وكان أثرى أهل نيسابور، وإنما استفاد محمد بن يحيى الأموال من جهته.
وقال أبو عبد الله محمد بن يعقوب: ما أخرجت خراسان مثل محمد بن يحيى. وقال أبو بكر الجاردوي: بلغني أن محمد بن يحيى كان يكتب في مجلس يحيى بن يحيى؛ فنظر علي بن سلمة اللبقي إلى حسن خطه وتقييده ما يكتبه؛ فقال: يا بني ألا أنصحك؟! إن أبا زكريا يحدثك عن ابن عيينة وهو حي بمكة، ويحدثك عن وكيع وهو حي بالكوفة، ويحدثك عن يحيى بن سعيد وجماعة من شيوخ البصرة وهم أحياء، ويحدثك عن ابن مهدي وهو حي بأصبهان؛ فاخرج في طلب العلم ولا تضيع. فعلم أنه له ناصح فخرج إلى هذه البلاد فبارك الله تعالى في علمه، حتى صار إمام عصره في الحديث.
وعن أبي عمرو المستملي قال: دفنت من كتب محمد بن يحيى عند وفاته ألفي جزء، قرأت بخط أبي عمرو: سمعت محمد بن عبد الوهاب يقول: محمد بن يحيى عندنا إمام ثقة مبرز.
وقرأت بخط أبي عمرو: سمعت أحمد بن قطن يقول: أقمت بالمدينة سنة اثنتين وعشرين ومائتين أشهرًا؛ فكنت أشتهي أن يسألوني عن يحيى ابن يحيى فلا يسألوني عنه إنما يسألوني عن الزهري؛ يعنون محمد بن يحيى وأنا لا أدري عمن يسألوني إلى أن قالوا محمد بن يحيى ألا