الأول: ابن سعد لم يقله إلا نقلا عن غيره، قال في الطبقة الخامسة: توفي بالكوفة في آخر ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة، في الشهر الذي مات فيه أبو جعفر أمير المؤمنين، أخبرني بذلك كله الصقر بن عبد الرحمن بن مالك بن مغول، وكان ثقة مأمونا، كثير الحديث، فاضلا خيرا، وهذا هو النظر الثاني، وكذلك الشهر الذي لم يذكره المزي في كتابه جملة، وقد نص عليه محمد بن عبد الله الحضرمي في «تاريخه» فقال: توفي في آخر ذي الحجة سنة ثمان.
وفي قوله أيضا: وقال أبو نعيم وأبو بكر بن أبي شيبة: سنة تسع وخمسين ومائة، نظر؛ لأنهما ذكرا في «تاريخيهما»: توفي سنة تسع وخمسين في أولها، وكذا نقله عن أبي نعيم البخاري، وعن أبي بكر الكلاباذي وغيره.
وفي قوله أيضا: وقال عمرو بن علي: مات سنة سبع وخمسين، نظر، وذلك أن الذي في «تاريخ» الفلاس: سنة تسع، كذا مجودا.
يزيده وضوحا قول الكلاباذي: وقال الذهلي: وفيما كتب إلي أبو نعيم مثله - يعني تسعا وخمسين - قال: ولم يقل في أولها، وقال عمرو ابن علي مثل قول الذهلي، وقال أبو عيسى: مات سنة سبع وخمسين.
وقال البخاري: وقال عبيد الله بن سعيد: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول في حديث ذكره: وإذا رأيت الكوفي يذكر مالك بن مغول فاطمئن إليه.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال: كان من عباد أهل الكوفة