ما لا معنى له، والذي له معنى ذكرناه عن خليفة جميعه، فلا حاجة إلى تكراره إن كان رآه وما إخاله، إنما قلد فيه أبا عمر، وكلام أبي عمر لا بأس به، قد ذكره خليفة، وزاد المزي أشياء لا معنى لها، فينظر.
وفي كتاب «أخبار البصرة» لعمر بن شبة: ارتث مع ابن الزبير مجاشع بن مسعود، فحمل إلى داره في بني سكر فمات، فدفن فيها، قال: ولما كتب عمر إلى المغيرة أن امدد سعدا، فخرج إليه واستخلف على البصرة مجاشع بن مسعود، فحدثني علي بن محمد، عن جويرية بن أسماء قال: بلغ عمر أن امرأة مجاشع نجدت بيوتها، فكتب إليه: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى مجاشع بن مسعود، سلام عليك، أما بعد، فإن الخصيراء نجدت بيوتها، فإذا أتاك كتابي هذا فعزمت عليك أن لا تضعه من يدك حتى تهتك ستورها. ففعل.
وعن محمد بن سالم قال: سير عمر نصر بن الحجاج السلمي من المدينة إلى البصرة، فأنزله مجاشع، فبينا هو عنده يوما تناول عودا، فكتب به لامرأة مجاشع، ثم ناولها العود فكتبت تحت كتابته، فوثب مجاشع إلى جفنة فكبها على الكتابتين، وأرسل إلى كتابه فقرأهما، فكان كتاب نصر: أنا والله أحبك حبا لو كان تحتك لأقلك أو فوقك لأظلك. وكان كتابها: وأنا والله كذلك. فكتب مجاشع بذلك إلى عمر، فكتب إليه عمر: أن اغزه.
وحدثني علي بن محمد قال: قدم عمرو بن معدي كرب البصرة، فأتى مجاشعا فسأله، فأعطاه اثنى عشر ألفا، وسيفا قلصا ودرعا حصيفة وفرسا من بنات الغبراء، وجارية وغلاما، فلما خرج قال له أهل المجلس: كيف رأيت صاحبك يا أبا ثور؟ قال: لله بنو سليم! ما أشد في الهيجاء لقاءها، وأكرم في اللزيات عطاءها، وأثبت في المكرمات بناءها، لقد قاتلتها دهرا فما حبيتها، وهاجيتها فما أفحمتها، وسالمتها فما نحلتها. قال ابن شبه: ويقال إن عمرا قال ولا يعرفه أبو الحسن: