مخرمة الزهري، وكان ثقة كثير الحديث، وتوفي في أول خلافة المهدي بالمدينة.
وذكر خليفة بن خياط وفاته وولاءه في الطبقة السابعة كذلك.
وذكرها ابن قانع في سنة ثمان وخمسين ومائة، وكذلك القراب.
وأما ابن مردويه في كتابه «أولاد المحدثين» فذكرها في سنة تسع.
وأما ما ذكره المزي من أن ابن حبان ذكر وفاته سنة تسع وخمسين في آخر خلافة المهدي، ففيه نظر في موضعين:
الأول: رأيت نسخة من كتاب ابن حبان جيدة، فيها أول خلافة المهدي، وهذا هو اللائق بحفظ ابن حبان.
الثاني: على تقدير أن يكون المزي وجدها كذلك في نسخة مصحفة، أما كان حفظه وعلمه يرشده إلى أن هذا من غلط الناسخ، وأن المنصور توفي إجماعا في شهر ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة؟ فكيف يتصور أن يكون في آخر خلافة المهدي القائم في الخلافة أكثر من عشر سنين سنة تسع وخمسين؟! والله تعالى أعلم.
وفي «الجرح التعديل» عن الدارقطني: حدثني الوزير أبو الفضل، عن محمد بن موسى، عن النسائي قال: الذي في «الموطأ» أنه عن القاسم وسالم وابن شهاب، يشبه أحاديث مخرمة بن بكير، والذي يقول في كتابه: الثقة عن بكير يشبه أن يكون عمرو بن الحارث، والله أعلم. ولو كان مخرمة ضعيفا لم يرضه مالك أن يأخذ عنه شيئا.