وفي قوله: روى عنه جريز، وقال البخاري: له صحبة، نظر في موضعين:
الأول: جريز إنما روى عنه بواسطة.
الثاني: البخاري لم يقل له صحبة، إنما قالها نقلا، بيانه قوله: مرثد بن وداعة، أبو قتيلة الجعفي الحمصي عن عبد الله بن حوالة، روى عنه خالد بن معدان، قال عبد الله الجعفي: ثنا شبابة، ثنا جريز سمع خمير بن يزيد الرحبي قال: رأيت أبا قتيلة مرثد بن وداعة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فربما رأى على ساقه أو ثوبه البرغوث، فيمر عليه يده هكذا، وأمر به على صدره فيقتله. فهذا كما ترى البخاري لم يذكر صحبته إلا حكاية عن التابعي الذي شهد له بالصحبة، ليس للبخاري فيه إيراد ولا صدر، وأكد ذلك قوله في «الصغير»: أبو قتيلة الحمصي، يروي عن عبد الله بن حوالة، وأن جريزا إنما روى عن خمير عنه.
وفي قوله: ذكره ابن حبان في كتاب «التابعين»، نظر من حيث أن ابن حبان لما ذكره فيهم لم يذكر روايته عن أحد من الصحابة، إنما قال: يروي المراسيل، وهذه عادته في المختلف في صحبتهم عنده، على أنه ذكره في كتاب «الصحابة» أيضا.
وذكره فيهم أيضا: العسكري، والبغوي، وأبو نعيم، والباوردي، وابن مندة، وأبو عمر، في آخرين وقبلهم أبو عبد الله أحمد بن حنبل،