أجوصا ثنا يوسف بن سعيد بن سلم سمعت محمد بن كثير يقول: ما رأيت أحدا أعبد ولا أزهد ولا الخوف عليه أبين منه على أرطاة بن المنذر، ما دخلت عليه إلا ورأيت يديه هكذا على رأسه، ووضع يوسف على رأسه يديه.
وفي «تاريخ دمشق»: وفد على عمر بن عبد العزيز ففرض له.
وقال: يا فتى إني محدثك بحديث فذكر حديثا.
أنبأ ابن الأكفاني، ثنا عبد العزيز، ثنا تمام الرازي، أنبأ جعفر بن محمد، ثنا أبو زرعة في «تسمية شيوخ أهل طبقة وبعضهم أجل من بعض»: أرطاة بن المنذر.
وقال محمد بن أحمد بن البراء قال علي بن المديني وسئل عن أرطاة: روى عنه عبد القدوس، وروى عن: ضمرة بن حبيب فقال: لا أعرفه، هو مجهول.
وقال أبو عبد الرحمن الأعرج: لم أر أرطاة قط يسعل ولا يعطس ولا بزق ولا يحك شيئا من جسده ولا يضحك، قال: وإنما عرف موته حين حضره الموت أنه حك هذا عند أنفه، فكأن أصحابه أيسوا منه حين حك.
وعن أبي مطيع: أن شيخا من أهل حمص خرج يريد المسجد وهو يرى أنه قد أصبح فإذا عليه ليل فلما صار تحت القبة سمع صوت الخيل على البلاط فإذا فوارس قد لقي بعضم بعضا، فسأل بعضهم بعضا من أين قدمتم؟ قالوا أولم تكونوا معنا! قالوا: لا. قالوا: قدمنا من جنازة البديل خالد ابن معدان.
قالوا: وقد مات! ما علمنا بموته، فمن استخلفتم بعده؟ قالوا: أرطاة بن المنذر، فلما أصبح الشيخ حدث أصحابه، فقالوا: ما علمنا بموت خالد. فلما كان نصف النهار قدم البريد من أنطرسوس بخبر موته [٨٠ / ب].