حديج روى عن عمر، نظر؛ لأن ابن حبان لما ذكره في كتاب الصحابة قال: معاوية بن حديج سكن مصر، له صحبة.
قال أبو عبيد الله الجيزي: لم يرو عنه غير أهل مصر.
وذكر الكلبي في كتاب «الوافدين»: حدثني عبد الله بن يزيد بن روح بن زنباع قال: ولى معاوية الكوفة ابن أخته ابن الحكم، فشكاه أشرافهم، فنزعه واستعمله على مصر، فبلع ذلك معاوية بن حديج سيد تجيب ورأس اليمانية بمصر، فأمهل حتى إذا دنا مصر خرج إليه، فقال له: انصرف، فقد بلغتنا سيرتك في أهل الكوفة، فانصرف، ثم إن معاوية بن حديج وفد إلى معاوية، وكان إذا وفد على معاوية قلست له الطريق، والتقليس أن يضرب عليها قباب الريحان، فأقبل حتى دخل على معاوية، وأم الحكم في ناحية تسمع كلامهما، فقالت: يا أمير المؤمنين، من هذا؟ قال: بخ، هذا معاوية بن حديج. فقالت: لا حيا الله ولا قرب، أنت الفاعل بابني ما فعلت؟! قال: على رسلك يا أم الحكم، أما والله لقد تزوجت فما استكرمت، وولدت فما أنجبت، أردت أن يلينا ابنك هذا الفاسق، فيسير فينا كسيرته في إخواننا من أهل الكوفة، ما كان الله ليرى ذلك ولا يرى أمير المؤمنين ذلك منا، ولو أراد لضربناه ضربا يضاضي منه وإن كره ذلك أمير المؤمنين. فقال معاوية: عزمت عليك لما سكت.
وفي كتاب «أمراء مصر» لأبي عمر الكندي: لما قتل عثمان رضي الله عنه اجتمعت شيعته وعقدوا لمعاوية بن حديج عليهم، ولما غزا عبد الله بن سعد بن أبي السرح إفريقية كان ابن حديج معه، وولاه القتال لضعف أصابه، فقتل معاوية ملكهم جرجير، وكتب قيس بن سعد إلى علي لما أمر بقتال أهل خربتا: هؤلاء أسود العرب، منهم معاوية، وبسر، وابن مخلد، وقالت أم هند الحضرمية: رأيت نائلة امرأة عثمان تقبل رجل معاوية بن حديج وتقول: بك أدركت ثأري من ابن الخثعمية، يعني محمد بن أبي بكر. وعن عبد الكريم بن الحارث لما أراد معاوية قتل محمد بن أبي بكر قال: احفظوني في أبي بكر، فقال معاوية: