عضو عضو، ونسميه ونذكر ما فيه. فلما جيء بالفرس قام الأصمعي فوضع يده على أعضائه، ويقول: هذا قال فيه الشاعر كذا وكذا، حتى انقضى قوله، فقال لي الرشيد: ما تقول في الذي قال يا معمر؟ فقلت: أصاب في بعض وأخطأ في بعض، فالذي أصاب فيه فمتى تعلمه؟ والذي أخطأ فيه ما أدري من أين أتى به، وقال أبو غسان: تكلم يوما أبو عبيدة في باب من العلم ورجل يكسر عينه حياء له، يوهمه أنه يعلم ما يقول، فقال أبو عبيدة:
يكلمني ويخلج حاجبيه ... لأحسب عنده علما دفينا
وما يدري فتيلا من دبير ... إذا قسم الذي يدري الظنونا
قال زياد: فكنت أرى أن البيتين لأبي عبيدة، وكان لا يقر بالشعر، قال المرزباني: كان يقول شعرا ضعيفا، ومنه ما يروي له، فذكر هذين البيتين، وقال: توفي سنة تسع ومائتين. وعن الخليل بن راشد قال: أطعم محمد بن القاسم بن سهل النوشجاني أبا عبيدة موزا، فكان سبب موته، ثم أتاه بعد ذلك أبو العتاهية فقدم له موزا، فقال: ما هذا يا أبا جعفر؟ قال: موز. فقال: قتلت أبا عبيدة بالموز وتريد أن تقتلني به! لقد استحليت قتل العلماء.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه».
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: لا بأس به، إلا أنه كان يتهم بشيء من رأي الخوارج، ويتهم أيضا بالأحداث.
وقال أبو عبد الله الحاكم فيما ذكره مسعود: من أئمة الأدب المتفق على إتقانهم، أولهم الخليل بن أحمد، ثم أبو عبيدة، ثم أبو عبيد القاسم بن سلام.