وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: مات منصور بن زاذان سنة سبع وعشرين ومائة، قبل الطاعون بأربع سنين، وهي السنة التي مات فيها أبو إسحاق، وعن أبي عوانة قال: لو أن رجلا كلف عبادة أشد ما يكون فيها لم يزد على ما كان عليه منصور، وعن أبي يزيد قال: أول ما كان يبلى من ثياب منصور ركبتاه؛ لكثرة صلاته، وعن صالح بن سليمان: عاد منصور أخي عروة، فجعل أهل الدار ينظرون إليه وإلى جودة ثيابه وبياضها، ويقولون: هذا رجل عابد يلبس مثل هذه الثياب!
وفي «تاريخ واسط» لبحشل، وذكره في القرن الثاني: قال هشيم: مكث منصور قبل موته عشرين سنة يصلي العشاء والفجر بوضوء واحد، وعن عبد الحميد بن بيان عن أبيه قال: شهدت جنازة منصور فما أمكنهم أن يدفنوه، حتى جاء الشرط فحالوا بينه وبين الناس، وكان معنا رجل من قريش، فقال: هذا والله الشرف لا ما نحن فيه، وكان لا يختضب، روى عنه من أهل واسط: العوام بن حوشب، وأيوب بن أبي مسكين، وأصبغ بن يزيد، والحكم بن الفضيل، والعلاء بن خالد، وسليمان بن خالد أخو العلاء، ومبارك بن سوار، وعبد الرحمن بن عبد الملك القرشي، وعلي بن عاصم، وعبد الحكيم بن منصور الخزاعي، وسويد بن عبد العزيز، ومغيرة الأزرق أخو منصور.
وفي «تاريخ المنتجالي» عن أحمد بن حنبل: منصور من أعبد الناس.
وعن هشام بن حسان قال: ختم منصور القرآن مرة، وبلغ في الثانية النحل في رمضان بعدما صلى المغرب والعشاء، قال: وكان إذا جاء رمضان ختم القرآن