وفي قول المزي: وليها لأبي جعفر المنصور ست سنين وشهرين - نظر؛ لأن محمد بن عبد الرحمن بن معاوية بن حُديج توفي نصف شوال سنة خمس وخمسين ومائة، وكان واليا على مصر، فاستخلف موسى بن علي، فأقره أبو جعفر على صلاتها وتوفي أبو جعفر يوم السبت لست خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين، وتولى المهدي فأقر موسى عليها إلى يوم الاثنين لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة سنة إحدى وستين ومائة فولاها غيره، كذا ذكره أبو عمر الكندي في كتابه «أمراء مصر»، فتكون ولايته لأبي جعفر على هذا ثلاث سنين وخمسين يوما، فلو قال: ولي مصر ست سنين وشهرين، ولم يقيده بالمنصور - كان صوابا، قال أبو عمر: وفي ولايته خرج القبط [مكمين] في سنة ست وخمسين، وكان موسى يروح إلى المسجد [ق١٦٣/ب] ماشيا وأبو الصهباء صاحب شرطته بين يديه يحتمل حربته. حدثنا أسامة، ثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم، سمعت الفضل بن دكين يقول: أتينا موسى بن علي بمنى، فقلت له: بلغني أنك وليت لأبي جعفر، قال: نعم، ووالله ما رأيت أبا جعفر قط ولا فرقت أحدا فرقي منه، وإن لله علي أن لا ألي ولاية أبدا.
وفي قول المزي: ذكره غير واحد وفاته سنة ثلاث وستين ومائة، وقال ابن سعد: مات في خلافة المهدي - نظر؛ وذلك أن ابن سعد ليس له في هذه ناقة ولا جمل، إنما هو راو، قال في كتاب الطبقات: قال محمد بن عمر: مات موسى بن علي سنة ثلاث وستين ومائة في خلافة المهدي، فهذا كما ترى لم يذكر وفاته إلا رواية شيخه، قد ذكرها في سنة ثلاث وستين كما ذكرها غيره، فكان ينبغي للمزي إن كان رآه أن يقول: قال ابن سعد: عن الواقدي كالجماعة زاد: في خلافة المهدي، ومن المعلوم أن سنة ثلاث وستين في خلافة المهدي، فلو لم يذكرها الواقدي لكانت معلومة. والله تعالى أعلم.