وفي تاريخ نيسابور لأبي عبد الله ابن البيع: هياج أكثر المقام بنيسابور، ودخل العراق غير مرة، سمع القاسم، والأعمش. روى عنه: حسان بن إبراهيم، وحماد بن أسامة، وأكثر عنه مشايخنا يحيى بن يحيى، ونصر بن زياد القاضي.
وعن أبي غانم محمد بن سعيد بن هناد عن أبيه، قال: ما رأيت محدثا أفصح عن هياج بن بسطام، ولقد حدث بالعراق، فاجتمع عليه نحو من مائة ألف وتعجب أهل العلم من فصاحته، قال أبو غانم: سألت محمد بن يحيى النيسابوري عن الهياج، فقال: الهياج عندنا ثقة، قلت: فيحيى بن معين تكلم فيه؟ فقال: هو ثقة، ولم يكترث بقوله.
سمعت أبا بكر محمد بن داود، سمعت يحيى بن أحمد بن زياد الهروي يقول: كل ما أنكر على الهياج فهو من جهة ابنه خالد؛ فإن الهياج في نفسه ثقة.
قال أبو عبد الله: أما أفراد خالد بن الهياج عن أبيه، فإنها أكثر من أن يمكن ذكرها في هذا الموضع، وقال صالح بن محمد جزرة: هياج بن بسطام منكر الحديث، ليس فيه مغنى، ولا يكتب من حديثه إلا حديثين ثلاثة للاعتبار، ولم أعلم أنه بكل ذلك منكر الحديث، فلما قدمت هراة رأيت عند الهرويين أحاديث كثيرة مناكير له، قال الحاكم: الأحاديث التي رآها صالح بن محمد بهراة من حديث الهياج الذنب فيها لابنه خالد، والحمل عليه فيها.