فالحمد لله كيف قد ذهب العدل وقل هذا الوفاء في الناس ... أميرنا يرتشي وحاكمنا يلوط والرأس شر ما راس
لو صلح الدين واستقام لقد قام على على الناس كل مقياس ... لا أحسب الجور ينقضي وعلى الأمة وال من آل عباس
قال الخطيب: ليست هذه الأبيات لأبي صخر الرياشي، إنما هي لأحمد بن أبي نعيم.
وقال يوما المأمون: يا يحيى، من الذي يقول – وهو يعرض به: -
قاض يرى الحد في الزنا ولا يرى على من يلوط من باس
قال: وما يعرفه أمير المؤمنين؟ قال: لا، قال: يقوله الفاجر أحمد بن أبي نعيم وبعده:
لا أحسب الجور ينقضي وعلى الأمة وال من آل عباس
فخجل المأمون، وقال: ينبغي أن ينفى أحمد بن أبي نعيم إلى السند.
ولما ولي المتوكل صير يحيى بن أكثم في مرتبة أحمد بن أبي دؤاد، وخلع عليه خمس خلع، وولاه، ولما عزل وجعل في مرتبته جعفر بن عبد الواحد الهاشمي جاء كاتبه فقال: سلم الديوان، فقال: شاهدان عدلان على أمير المؤمنين: أنه أمرني بذلك، فأخذ منه الديوان قهرا، وغضب عليه المتوكل فأمر بقبض أملاكه، ثم أدخل مدينة السلام، وألزم بيته.
وفي كتاب أبي إسحاق الصريفيني: رواه عنه الترمذي في أول أبواب الزكاة وفي أبواب البر والصلة، قرن معه في الموضعين: علي بن خشرم، والجارود بن معاذ، وأبا كريب، وخرج عنه في أبواب الحدود عن عبد الله بن إدريس رضي الله عنه، قرن معه أبا كريب، وفي أبواب السير، في باب أمان المرأة والعبد: عن عبد العزيز بن أبي حازم منفردا.