وقال محمد بن إسحاق بن يسار: قدم الأشعث على النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثين راكبا.
وفي «تاريخ دمشق»: كان من ملوك كندة وآثر على نفسه بالحياة وذلك أنه لما أخذ الأمان لسبعين من أهل البُحَيْر عدّوهم، فلما بقي هو قام إليه رجل فقال: أنا معك، قال: إن الشرط على سبعين، ولكن كن فيهم وأنا أتخلف أسيراً معهم.
وذكر عن موسى بن عبد الرحمن الكندي: أن الأشعث مات في زمن معاوية وفي آخر أمره.
قال ابن عساكر: لعله في أول أمره، وهو الصواب.
وفي «تاريخ القراب»: توفي سنة إحدى وأربعين.
وعند القيرواني في حكى العلى: كان الأشعث مخضرماً وكانت له أشعار تشبه أشعار الملوك، وكان رجلا لم يدرك في زمانه أسخى منه نفسا ولا أرق وجهاً ولا أشد حياءً، فأكثر الناس عليه في ماله حتى أجحف ذلك به، فكان يتوارى بين الناس كثيراً لا ما لا بد له فيه من الظهور، وكان يخرج نصف النهار على بابه فجاءه شاب من جهينة، فقال: ما جاء بك يا ابن أخي؟ فقال: جئت لأستمتع بالنظر إليك.
فقال له: ادخل الدار فمن لقيتها من الإماء فهي لك.
فلما دخل قال: اللهم لقه الخيار فأخذ جارية ومضى، فخرج فتيانه يطلبونه فدلهم الأشعث على غير طريقه ففاتهم، فقال يفخرها وكان لذلك أهلاً أشهر الأبد.
أصميد الفنيق فيات بها تلاعبها ... عدو لي على لبابها أثر الخلوق
[ق ٩٢ / ب]
أقول لهم وحقهم عليه ... خدا من أنت سوى الطريق
ثم جاءه مرة أخرى فأراد أن يعطيه جارية، فقال: أخاف فتيانك، فأعطاه حلة، وقال: تسوى ألف دينار.