وقال ابن خيثمة: قيل ليحيى: يحتج بحديث الحارث؟ فقال: ما زال المحدثون يقبلون حديثه.
وفي كتاب «التاريخ والعلل» لابن المبارك: الحارث حديثه أشبه بالحديث من حديث عاصم بن ضمرة.
وذكر حافظ المغرب ابن عبد البر في كتاب «الجامع» تأليفه: وأظن الشعبي عوقب بقول إبراهيم فيه كذاب لقوله في الحارث كذاب، ولم يبن من الحارث كذب، وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي، وتفضيله له على غيره، ومن ها هنا والله أعلم كذبه عامر، لأن الشعبي يذهب إلى غير مذهبه.
وفي «كتاب» ابن أبي خيثمة: ثنا عبد الرحمن بن صالح ثنا يحيى بن آدم عن عمرو بن ثابت قال: قيل لأبي إسحاق: إن الشعبي يقول: إن الحارث من الكذابين. فقال: وهو مثله [ق ١٠٥ أ]، الشعبي دخل بيت المال، فأخذ في خفه ثلاثمائة درهم، والحارث أعطى من السبي رؤوسا أرسلها إليه عبد الرحمن ابن خالد بن الوليد، فلم يأخذ حتى خمس.
وقال محمد بن سعد: كان له قول سوء، وهو ضعيف في رأيه، وتوفي أيام ابن الزبير.
وهذا يوضح لك أن المزي ما نقل من «الطبقات» إلا بوساطة الخطيب أو ابن عساكر، ولما كانت هذه الترجمة ليست عندهما، لم يذكر من كلام ابن سعد شيئا، والله أعلم.
وقال الجوزقاني في كتاب «الموضوعات» تأليفه، والجوزجاني في «تاريخه»: أمره بين عند من لم يعم الله قلبه، وقد روى عن علي بن أبي طالب تشهدا خالف فيه الأمة.