الثالث: قوله: وقال بعضهم: ديلم بن هوشع أبو وهب الجيشاني، وهو وهم، فإن أبا وهب تابعي. فيه نظر في موضعين.
الأول: قائل هذا من لا يتهم في علمه، وهو يحيى بن معين، فإنه قال فيما حكاه عنه البغوي بعد تقريره ذلك: اسم أبي وهب ديلم بن الهوشع، وقال يحيى: وأبو وهب الجيشاني اثنان - فيما أحسب -: أحدهما له صحبة، والآخر روى عنه ابن لهيعة ونظراؤه.
الثاني: أن هذا الرجل ساق ابن يونس نسبه في «كتابه» فقال: ديلم
بن هوشع بن سعد بن ذي جناب بن مسعود بن غن بن شحر بن هوشع بن موهب بن سعد بن جبل بن نمران بن الحارث بن خيران، وهو جيشان بن وائل بن رعين الرعيني، أول وافد وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن، بعثه معاذ بن جبل، شهد فتح مصر، روى عنه مرثد بن عبد الله، ولم يذكر له هانئ بن المنذر عقبا.
الرابع: أن أبا وهب الجيشاني الأصغر الصواب في اسمه: عبيد بن شرحبيل، كذا ذكره ابن يونس حيث قال: ديلم بن هوشع الأصغر يكنى أبا وهب، كذا يقوله أهل العلم بالحديث من أهل العراق: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وهو عندي خطأ، حملوه على ديلم بن هوشع الصحابي، وإنما اسم أبي وهب هذا: عبيد بن شرحبيل بن ثابت، كذا نسبه أهل الخبرة ببلدنا.
وقال أبو عبيد الله الجيزي في كتاب «الصحابة» تأليفه: ومن موالي بني هاشم: ديلم الجيشاني، يكنى أبا وهب، شهد فتح مصر، وروى حديث «إنا بأرض باردة».
وقال الرشيد في «فوائده الجدد»: الذي يظهر أن أبا وهب الجيشاني رجلان مصريان، أحدهما صحابي واسمه ديلم بن هوشع، وقال فيه ديلم بن أبي