بذلك مقتصرا عليه لم يذكر سواه منهم: أبو القاسم بن بنت منيع، وأبو الفتح الموصلي، وأبو حاتم بن حبان، وبقي بن مخلد فيما ذكره عنه ابن حزم، ومحمد بن سعد في كتاب «الطبقات الكبير»، ومحمد بن جرير الطبري في كتاب «الصحابة»، ويعقوب الفسوي في «تاريخه الكبير»، وخليفة بن خياط في كتاب «الطبقات»، وتبعهم على ذلك غير واحد من المتأخرين، فلو ادعى مدع ترجيح هذا القول على الأول لعله كان يكون مصيبا والله تعالى أعلم.
ثم إن المزي لا أقل من أن ينظر كتاب أبي عمر فإنا عهدناه في بعض الأحيان ينقل من كلامه وهنا اقتصر على ما في كتاب «الأطراف» لابن عساكر، وليته ذكر ما في «الكمال» فإنه بعض كلام أبي عمر، ولكنه ظن أنه قد أغرب فما أغرب، وكنت قد قلت قبل:
كتابك يا أبا الحجاج تحوي ... لديك من الأصول ثمانية كتب
فأول ذاك تاريخ السلامي ... وتاريخ الشام هو المسلبي
وجرح والثقات ومن تيمي ... إلى جرجان والتمييز سلبي
والاستيعاب يتلوا ما تأتي ... من الحديا حسبي ثم حسبي