وفي كتاب «الطبقات» لابن سعد: كانت جعفى يحرمون القلب فلما وفد ابنا مليكة سلمة وقيس على النبي صلى الله عليه وسلم دعا لهما بقلب فشوي وقال: إنه «لا يكمل إسلامكما حتى تأكلاه» فلما تناوله سلمة أرعدت يده فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كله. فأكله وقال:
على أني أكلت القلب كرها ... وترعد حين مسته بناني
وسألاه عن أمهما وقالا: إنها كانت تصل الرحم وتفك العاني فقال: «في النار». فمضيا وهما يقولان: والله إن رجلا أطعمنا القلب وزعم أن أمنا في النار لأهل أن لا يتبع وذهبا فلما كان في بعض الطريق لقيا رجل من الصحابة معه إبل من إبل الصدقة فأوثقاه واطردا الإبل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلعنهما فيمن كان يلعنه في قوله لعن الله رعلا وذكوان وعصية ولحيان وابني مليكة بن حريم ومران.
وزعم المرزباني في «معجمه» أنه رثى أخاه لأمه وأبيه قيس بن يزيد بقوله من أبيات:
فتى كان يعطي السيف في الروع حقه ... إذا ثوب الداعي ويشفي به الجزر
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه ... إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر
ولما أنشد علي بن أبي طالب هذا الشعر قال: رحم الله طلحة بن عبيد الله فهذه كانت صفته.
وفي قول المزي: ويقال: - يعني في اسمه - يزيد بن سلمة والأول أصح، نظر، لما ذكره أبو حاتم الرازي في كتاب «الجرح والتعديل» سلمة بن يزيد ويقال: يزيد بن سلمة، ويزيد بن سلمة أصح.
وقال أبو أحمد العسكري: سلمة بن يزيد ويقال: يزيد بن سلمة وهو أصح