فتذاكروا الأعمش وابن عون فقالوا: سليمان رأى غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فقال يحيى: ومن أين للأعمش سماع ابن عون؟ ابن عون سمع فقهاء الأرض: الحسن وابن سيرين والنخعي والشعبي وغيرهم.
وفي «جزء طراد»: أنبا العيسوي أنبا محمد بن عمرو ثنا أحمد العطاردي ثنا ابن فضيل عن الأعمش، قال: رأيت أنسا - قال - يغسل ذكره غسلا شديدا ثم مسح على خفيه وصلى بنا وحدثنا في بيته. هذا حديث إسناده جيد، وفي كتاب عبد الله بن أحمد عن أبيه وقال له: أحاديث الأعمش عن مجاهد عمن هي؟ قال: قال أبو بكر بن عياش عنه: حدثنيه ليث عن مجاهد.
وقال يعقوب بن شيبة في «مسنده»: ليس بصحيح الأعمش من مجاهد إلا أحاديث يسيرة خمسة أو نحوها. قلت لعلي بن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إلا ما قال: «سمعت»، هي نحو من عشرة وإنما أحاديثه عن مجاهد عن أبي يحيى القتات وحكيم بن جبير وهؤلاء.
وقال الكرابيسي: دلس عن زيد بن وهب كثيرا، وعن أبي الضحى وإبراهيم بن يزيد، وأبي صالح، ومجاهد، وشقيق، وهؤلاء كلهم قد دلس عنهم وكذلك عن المنهال وغيره.
وقال أبو زرعة الرازي: لم يسند عن أيوب شيئا.
وفي كتاب عبد الله بن أحمد عن يحيى بن معين: لم يسمع الأعمش من أبي السفر إلا حديثا واحدا، ولم يسمع من أبي عمرو الشيباني شيئا.