ويلبسون المعصفر لا يرون بذلك بأسا (منهم): أبو وائل. وقال الأعمش: رأيت إزار أبي وائل إلى نصف ساقيه وقميصه فوق ذلك، ومجاهد مثل ذلك، وكان شقيق يصفر لحيته بالصفرة، وقال سعيد بن صالح: كان يلبس مقطعات اليمن ويسمع إلى النوح ويبكي.
وقال ابن حبان في «الثقات»: شقيق بن سلمة بن خالد أمه نصرانية، سكن الكوفة وكان من عبادها، وليست له صحبة، مولده سنة إحدى من الهجرة.
وقال العجلي: رجل صالح جاهلي من أصحاب عبد الله، قيل له: أيما أحب إليك علي أو عثمان؟ قال: كان علي أحب إلي من عثمان ثم صار عثمان أحب إلي من علي.
ثنا نعيم بن حماد ثنا أبو بكر بن عياش عن إسماعيل بن سميع قال: قلت لأبي وائل: كان رأيك حسنا حتى أفسدك مسروق.
قال أبو بكر: وكان أبو وائل علويا قبل، ثم صار عثمانيا، وكان مسروق عثمانيا فقال أبو وائل: إن مسروقا لا يهدي أحدا ولا يضله.
وفي «كتاب المنتجيلي»: قال عاصم لأبي وائل: شهدت صفين؟ قال: أي والله وبئست الصفون، وقال ابن عون: كان قد عمي وأراد الحجاج أن يوليه السلسلة فقال: أيها الأمير إني شيخ كبير وإن تقحمني أتقحم، فلما أراد أن يخرج عدل عن الباب. فقال الحجاج: اهدوا الشيخ ثم قال: لم يبق فيه بقية.
ولما ماتت أمه - وهي نصرانية - أخبر بذلك عمر بن الخطاب فقال: اركب دابة وسر أمام جنازتها فإنك لم تكن معها.
وقال أبو سعيد بن صالح: كان أبو وائل يؤم على جنائزنا وهو ابن خمسين