وقال الواقدي: فيما ذكره ابن سعد: أصحابنا ينكرون ولاية أبي سفيان على نجران حين وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون: كان أبو سفيان بمكة وقت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكان العامل على نجران للنبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن حزم.
وفي قول المزي: وقال محمد بن سعد: مات سنة اثنتين وثلاثين وكذلك قال الواقدي فيما حكاه عنه أبو القاسم البغوي. نظر، من حيث إن ابن سعد ليس هذا قول عن نفسه إنما حكاه عن أستاذه محمد بن عمر، كذا هو ثابت في كتاب «الطبقات»، وكذا نقله عنه أيضا ابن عساكر في «تاريخ دمشق».
وفي قوله: كذا قاله الواقدي فيما حكاه البغوي: نظر، من حيث إنه يقتضي غرابة هذا النقل عنه وليس كذلك؛ لأنه لا قول له سواه وهو الذي حكاه ابن سعد فيما أسلفناه.
وفي كتاب الزبير: عن مجاهد في قوله تعالى: {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة} قال: مصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي سفيان.
وعن ابن المسيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبى يوم حنين ستة آلاف بين غلام وامرأة فجعل عليهم أبا سفيان، وعن إسماعيل بن أمية قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن يمينه أبو سفيان وعن يساره الحارث بن هشام.
وعن ابن علي قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب على إجلاء يهود.
وقال عمي مصعب: بارز أبو سفيان يوم أحد حنظلة الغسيل فصرعه حنظلة فأتاه ابن شعوب فأعانه حتى قتل حنظلة فقال أبو سفيان:
لو شئت تجيني كميت طمرة ... ولم أحمل النعماء لابن شعوب
وما زال مهري من جر الكلب منهم ... لدن غدوة حتى أبيت لغروب
أقابلهم وادعى بآل غالب ... وأدفعهم عني بركن صليب
فابكي ولا ترعي إلى عذل عاذل ... ولا تسيئي من عبرة ونحيب