فذق يا ابن عجلى مثل ما قد أذقتني ... ولا تحسبني كنت عنك بنائم
عجلى أم عبد الله وكانت سوداء، وكان ابن خازم أحد عربان العرب في الإسلام، قال عبد الله بن عامر لابن خازم يوما: يا ابن السوداء قال: هو لونها قال: يا ابن عجلى قال هو اسمها قال: يا ابن خاذم قال هو حالك.
وسأل المهلب بن أبي صفرة عنه رجل فوصفه بالشجاعة فقال: إنما سألت عن الإنس ولم أسأل عن الجن وفيه يقول الفرزدق مفتخر بقتله:
عضت سيوف تميم حين أغضبها ... رأس ابن عجلى فأمسى رأسه شذبا
وكانت خراسان مفتونة بابن خازم سبع سنين إلى أن قتل سنة إحدى وسبعين فولى عبد الملك بجيرا مكانه.
وذكر الطبري معنى هذا، وربما وافقه في كثير من لفظه، ولكن [السالمي] أحسن سياقه لاعتنائه بذلك ولكونها بلده زاد الطبري: كان قتله في سنة اثنتين وسبعين وقتل بعد عبد الله بن الزبير وأن عبد الملك إنما كتب إليه يطعمه خراسان عشر سنين بعد قتل عبد الله بن الزبير وبعث رأس ابن الزبير إليه فحلف ابن خازم لما رأى رأس عبد الله أن لا يعطي عبد الملك طاعة أبدا انتهى قد قدمنا أن الرأس هي رأس مصعب لا رأس أخيه وكأنه أشبه والله تعالى أعلم.
وقال المرزباني: كان أسود كثير الشعر ولي خراسان لابن الزبير.
وقال أبو نعيم الحافظ: ولي خراسان من قبل عبد الملك فبعث برأس ابن الزبير إليه وفتح على يده سرخس، ذكر بعض المتأخرين: أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا حقيقة لقوله انتهى كلامه. وفي هذا الذي سقناه بيان لضعف قول المزي: ولي خراسان عشر سنين لأن أيام ابن الزبير لم تبلغ ذاك وإنما ولي قرب أيامه ومات في أيامه.