للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صاحبي قلت: بلى. فقال: ما فعلت في حاجتي؟ فقلت أنت أكرم على الله أم أيوب صلى الله عليه وسلم؟ فقال: بل أيوب. فقلت: هل تدري ما صنع به ربه عز وجل؟ أليس قد ابتلاه بماله وآله وولده؟ قال: بلى قلت: كيف وجده؟ قال: صابرا شاكرا حامدا. فقال: أوجز رحمك الله. فقلت: إن الغلام وجدته مفترسا فقال: الحمد لله الذي لم يخلق من ذريتي خلقا يعصيه فيعذبه بالنار ثم استرجع وشهق شهقة فمات. فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون رجل مثل هذا إن تركته أكلته السباع وإن قعدت لم أقدر له على ضر ولا نفع فسجيته بشملة كانت عليه وقعدت باكيا، فبينما أنا قاعد إذ هجم علي أربعة رجال فقالوا: يا عبد الله ما قصتك فذكرتها لهم فقالوا: اكشف لنا عن وجهه فلما كشفت وجهه انكب القوم يقبلون عينيه مرة ويديه مرة ويقولون بأي عين طالما غضت عن محارم الله تعالى، وبأي وجه ما كنت ساجدا والناس نيام [فقالوا] من هذا يرحمكم الله قالوا: هذا أبو قلابة الجرمي صاحب ابن عباس، فغسلناه وصلينا عليه ودفناه وانصرف القوم وانصرفت إلى رباطي، فنمت فرأيته في روضة من رياض الجنة وعليه حلتان من حلل الجنة و هو يتلوا: {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}، فقلت: ألست صاحبي؟ قال: بلى. فقلت: أنى لك هذا؟ قال: إن لله تعالى درجات لا تنال إلا بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء مع خشية الله تعالى في السر والعلانية [ق٢٧٢/أ].

وفي " تاريخ الأصبهاني الكبير " عن ابن عياش قال: دخل أبو قلابة الجرمي مسجد البصرة فإذا زياد الأعجم ينشد بعجمته فقال: من هذا العلج؟ فقالوا:

زياد فقال زياد: من هذا قال أبو قلابة الجرمي فقام على رأسه وقال:

قم صاغرا يا شيخ جرم فإنما يقال ... لكهل الصدق قم غير صاغر

فإنك شيخ ميت فمورث ... قضاعة ميراث السوس وقاشر

<<  <  ج: ص:  >  >>